روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات نفسية | حياة بين الحب.. والدراسة

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات نفسية > حياة بين الحب.. والدراسة


  حياة بين الحب.. والدراسة
     عدد مرات المشاهدة: 6102        عدد مرات الإرسال: 0

السلام عليكم.. أشكركم على هذا الموقع الرائع، و أوجه تحيتي لكل القائمين عليه. في كثير من أوقات الضيق و الحزن التي تمر علي أبحث عن مواضيع في نفس مشكلتي لكي تهون علي أو ربما أجد فيها ما يمكنني من التصرف في مشكلتي انا

وغالباً ما كنت أنتهي بموقعكم هذا و أستفيد منه, و لقد قررت طرح مشكلتي لعلي بإذن الله أجد لديكم ما يريحني. أنا فتاة مسلمة متربية في عائلة كريمة و محافظة , الحمد لله . أبلغ من العمر 20 عاماً , أدرس في الجامعة , في السنة الثانية.

بعد مرحلة الثانوية العامة( التوجيهي), لم أحقق المعدل الذي أرغب فيه و الذي يؤهلني لدراسة التخصص الذي أتمناه في احدى الجامعات الحكومية. وذلك أحزنني كثيراً وسبب لي نوعاً من الكآبة ولكن الحمد لله أصر أهلي على تسجيلي في جامعة خاصة لأدرس التخصص الذي أتمناه.

المشكلة أنني الى الآن غير راضية عما أنا فيه, و أشعر بأنني لن يمكنني تحقيق أي شيء في حياتي لانني أعتبر نفسي فشلت في مرحلة التوجيهي. و اتخذت على نفسي عهداً أنني سأرد لأهلي جميع تكاليف دراستي , لانني أشعر أنه ليس من حقي تكليفهم بتدريسي في هذه الجامعة لأن رسومها غالية جداً.

وجميع صديقاتي يخبرنني أنني كئيبة و أستغل أي فرصة لأجعل من أي شيء كئيباً! و الحقيقة أنني كنت أسمع ذلك طوال عمري, احدى المعلمات في مدرستي قالت لي مرة , من يراكِ يظن أن لديك 7 أولاد و 7 كناين

( زوجات الأولاد) و شايلة همهم جميعاً! ..

لا أدري لماذا بالذات في هذه المرحلة من حياتي أصبحت حساسة جداً تجاه هذه التعليقات من هذه النوعية , و بدأت أقتنع بفكرة أني كئيبة ولا أستطيع الاستمتاع بحياتي ! .... على الرغم من أنني مميزة حقاً و أمتلك مواهب رائعة و قد يظن البعض انني متكبرة في بداية معرفتي

( لأنني لا أعتاد النقلات النوعية في حياتي أو البيئات الجديدة بسهولة) و لكن عندما يعرفونني يغيرون رأيهم و يخبرونني بذلك أيضاً , و قد سمعت بذلك طوال حياتي أيضاً , أغلب صديقاتي يقلن لي عندما عرفناكي حسبناك متكبرة و لكن غيرنا رأينا فيك بعد تعاملنا معك....

قرأت عن الاكتئاب و أظن أنني مكتئبة حقاً , لا أريد تصديق ذلك , و لكن جميع الدلائل تشير الى ذلك. مثل انني لا أحب الاختلاط بالناس, و أفكر بالموت حقاً و أتمنى ان يأتي , نومي مضطرب جداً جداً جداً و أحياناً أتهرب من ضغط الحياة و مشاكلها بالنوم , في بعض الايام اذهب الى الجامعة و انام بعد عودتي الى اليوم التالي! ..

أحاول الخروج من الحالة الكئيبة و لكن صعب جداً جداً ..استشرت دكتورة في مسألة التعب و النوم و و طلبت مني عمل فحص, أجريت فحص للدم , لعل له علاقة بالموضوع. و كانت النتيجة ان قوة دمي 10,5 و مخزون الحديد لدي 4 ...

فقالت لي ان هذا سبب تعبي و نومي و عدم اقبالي على الحياة و كتبت لي حبوب حديد .. ممممممممممم .. قبل ما يزيد على العام بقليل, تعرفت على شاب من خلال الفيسبوك و صرنا نتحادث على المسنجر تقريباً من شهر 6 , نحن نحترم بعضنا جداً ولذلك كانت كل احاديثنا عادية ولكننا تآلفنا بسرعة وكلانا أحسسنا بتقاربنا وتآلفنا وكنا نتلكم كل يوم ..

في عيد الفطر الماضي رجع الى الاردن في اجازة

( عمله خارج الاردن) وتحادثنا على المسنجر ايضاً بعد 3 أيام من العيد, لكنه هذه المرة فاجأني باعترافه بحبه لي وأنه ينوي الزواج مني ان كنت أبادله نفس المشاعر, وأنا أحبه . اتت أمه لزيارتنا ورؤيتي وفي اليوم التالي أتى هو وأمه اذ أن العادات هنا تقتضي ذلك..

لكن بعد الزياة صارحني بأن أمه غير موافقة على الموضوع بتاتاً و أنه كلما حاول أن يراجعها و يحاول استمالتها لتقبل رفضت بحدة و أخبرته أنه اذا أصر على الارتباط بي اعتبرته عاقاً لها!!! وهو ذو تربية حسنة و يقدر أمه جداً لذلك لن يخالف رأيها أبداً..

تكلمنا مرتين بعدها و طلب مني أن نبقى أصدقاء كما كنا لكنني لم أستطع أن أوقف سيل العاطفة الذي انهمر منذ أن اعترفنا لبعضنا بحبنا.. وانتهت محادثتنا الأخيرة بشكل حاد فهمت بعدها اننا لن نكلم بعضنا ابداً ..

أنا موهوبة بالرسم وكنت قد وعدته برسم صورة له سابقاً واخبرته انني انهيتها قبل ان نعترف لبعضنا, وهذه الرسمة تعني لي وله الكثير... انا لم أحذفه عن الفيسبوك لذلك أرسلت له رسالة قبل سفره ب5 أيام أنني أود لو أعطيه اللوحة

فأجابني برسالة على الخلوي انه ممتن جداً و يرجو ان يلاقيني و يحدثني قليلاً و بعدها يأخذ اللوحة.. وافقت و ذهبت انا وصديقتي اذ اننا كنا خارجتين لقضاء بعض الحوائج ورجوتها ان نجعل للقاءه نصيباً في مشوارنا .. التقيته في الشارع و لم نتحدث , فقط اعطيته اللوحة

عند عودته الى البلد الذي يعمل فيه , أرسل لي رسالة على الخلوي انه وصل , أنا لم اكن اعرف رقمه من قبل, و أخذت أفكر انه اذا لم يكن يريد فتح مجالات اتصال اكثر بيننا لم يكن ليرسل الرسالة من رقمه هذا..

وبعدها لم يظهر له اي نشاط على المسنجر او الفيسبوك لمدة 4 ايام, قلقت كثيراً وأرسلت له رسالة على الخلوي أطمئن بها عليه , لم تكن عاطفية أبداً ، لكن فوجئت برده انه جيد ولن يمكنه ان نبقى على تواصل لأن الامور خرجت عن السيطرة. أثر ذلك في نفسيتي كثيراً ومسحت جميع رسائله السابقة

وارقامه من عندي في حالة غضب..

وربما يومها أيضاً أوقفت حسابي في الفيس بوك, بعد فترة عاد ليبعث لي برسالة على الخلوي مفادها انه يعلم انه قسى علي في الفترة الماضية لكن لأن الامور خرجت عن السيطة لم يرد ان يبقى الوضع كما هو

وتمنى لي الخير والتوفيق

رددت عليه انني اعلم انني انسقت وراء العواطف واتفهم موقفه و تمنيت له الخير كذلك.. بعد فترة أخرى ارسل لي برسالة يسأل بها عني وعن دراستي, اجبته بانني بخير و كذلك دراستي .. واذكر انني في تلك الفترة اعدت حساب الفيسبوك ...

بعدها بفترة ربما في شهر 11 او 12 أثارت الرسالة التي كتبها في مربع الحالة ( هذه رسالة عامة يراها جميع الاصدقاء عنده) القلق في نفسي , فحادثته على الفيسبوك و رحب بمحادثتي وسالني عن حالي , فقلت له أحس بأنه ممنوع علي ان أسأله عن حاله بدوري, فأجاب لم؟ قلت له احس بذلك

قال ان ذلك أفضل و هو يعلم بقسوته ولكن هذه حال الدنيا ويجب ان نتفهمها , وودت ان أموت في تلك اللحظة , لم أستطع تفسير شعوري بين حنق وغضب

ولهفة وقلق!! تداركت نفسي وقلت له افهم ذلك و اردت ان اسلم عليك فقط لا اكثر واغلقت المسنجر وبعدها بفترة قصيرة اوقفت حساب الفيسبوك الى الان!! ..

وتركت كل آمالي فيه ملقاه في ركن مظلم في عقلي ,

واشغلت نفسي بأشياء كثيرة في حياتي لكي اعتاد على حياتي بدونه و لكن هيهات!! أشعر فعلياً بان كل ما أفعله يكون مرتبط فيه بنية خفية ..

وحقيقة انني اغلقت الفيسبوك ليس بسبب الغضب ولكن لأنني احببته بصدق واخلاص ولم ارد ان اكلم شباب اخرين على الفيسبوك على مرأى عينيه ( لم تكن المحادثات شيئاً خاصاً على كل حال, مجرد مناقشات في العلم والأدب والفن)

ليس ذلك من طبعي, فآثرت ترك ذلك لاخلاصي له. الغريب انه عاد ليحادثني الآن , قبل اسبوعين حادثني على المسنجر ليطمئن عن حالي و دراستي و انه اراد ان يسلم علي

وكنت ارد بكلمة واحدة فقط على كل سؤال, لشدة تعبي في هذه الوضع ولأنني كنت سعيدة جداً بمحادثته لدرجة انني خفت ان ازيد على السؤال فيعاملني كما المرة التي سألته فيها عن حاله!!

والاسبوع الماضي نفس الشيء , فقط سؤال عني و دراستي و تسليم! من آخر مرة لم يعد ليحادثني! والحقيقة انني الى الان انتظر عودته وأتمنى محادثته, ليس لدي سواه على المسنجر اذ انني بطبيعة الحال لم اكن ولا زلت لا اتكلم الا معه هو فقط, فأبقي المسنجر مفتوحاً طوال الوقت لعله يرق ويكلمني قليلاً.

ثقتي به عمياء وإخلاصي له كبير جداً وقد كان مؤثراً ايجابياً في حياتي على جميع الأصعدة , لا أدري كيف يمكنني تخطي كل ذلك.أو الابتعاد عن التفكير فيه, فعلاً لا أدري! لن أصفه لكم وأو أشيد بمناقبه, لأنني لن أفيه حقه, أتمنى من الله أن يرعاه ويحفظه أينما كان و أن ييسر له كل الخير و يهديه ويصلح باله

ويكفيه ما أهمه.

آخر نقطة أود مناقشتها, قررت أن أعيد التوجيهي مرة أخرى, أحسبه قراراً مجنوناً ولكنني أريد الخوض فيه. لا أدري ما الذي يدفعني لذلك , هل هو احساسي السابق بالنسبة للتوجيهي و عدم راحتي بوضعي الآن , ام انني اريد تحقيق رغبته بالالتحاق بالجامعة التي درس فيها ( كانت مجرد فكرة من قبله كأن انتقل من جامعتي الى هناك) لكن النقل احتمال غير وارد بتاتاً

قدمت الطلب و انا حالياً ادرس مواد الجامعة و 4 مواد من مقرر التوجيهي ستكون امتحاناتهم في منتصف شهر 6 .. ما رأيكم في هذا الموضوع و ما هي أبعاده؟ احس بحماس كبير لهذه الفكرة و توفيق من الله تعالى

وأنا مقبله عليها بجد ليس له مثيل.

سأنتظر ردكم , و ان كان هناك اي نقطة تودون الاستفسار عنها أو معلومات أكثر سأوافيكم بتفاصيلها

استشارتكم مهمة جداً و تعني لي الكثير , سأكون بانتظارها بفارغ الصبر! شكراً لكم.

بسم الله الرحمن الرحيم .

أشكرك أختي الفاضلة على اختيار الموقع لطرح استشارتك.

اشتملت استشارتك على جانبين من جوانب حياتك الأولى لها علاقة بتحصيلك العلمي والأخرى كانت عن العلاقة العاطفية التي تمرين بها, وتحدثت عن جوانب أخرى لها علاقة بعلاقاتك الاجتماعية والدعم الأسري .

أختي الفاضلة أجد بأن هنالك نقاط مشتركه فيما ذكرت من قصص في الاستشارة, لها علاقة بنمط شخصيتك وطريقة تعاملك مع الأمور, تزيد من تعقيد بعض المشاكل والصعوبات التي قد تتعرضين لها مع طبيعتك العاطفية التي لها الأثر الكبير .

لك أن تتخيلي إن كانت أختك أو إحدى بناتك في المستقبل تعرضت لنفس الصعوبات في القبول في التخصص الذي ترغبه فهل ستقبلين على مساعدتها أم أنك ستمتنعين ذلك ؟ وكثير من الأحيان يكون إدخال السرور في نفوس من نحبهم وتحقيق رغباتهم تكون من الأشياء التي تبث السعادة في نفوسنا وبرفضهم لهذه المساعدة وتحملهم لمزيد من الأعباء مقابل هذا الرفض يجعلنا نشعر بحواجز قد وضعت بيننا وبينهم وقطع لإحدى سبل السعادة.

احترم العلاقه العاطفيه التي مررتي بها مع تحفظي على الطريقة ولكن شعرت ومن خلال استشارتك انها وصلت الى طريق مسدود ,وبالتالي فعليك طي هذه الصفحه بجميع ما فيها من ذكريات جميلة او سيئه مع اغلاق جميع طرق التواصل والاتصال حتي لا تكون مصدر دائم مستمر للقلق والتوتر.

كما ذكرتي من فتحك للماسنجر لساعات طويلة لانتظار رساله واستغرابك في احيانا اخرى للغياب , أعلم ان ذلك ليس بالامر السهل ولكن يجب القيام به.

حاولي اختي الفاضله ان تكون قرارتك وبالأخص الامور التي لها علاقة بمستقبلك أن تأخذ حيز أكبر من التفكير والدراسة وحساب الايجابيات والسلبيات واستشارة من حولك ممن تثقين في رأيهم , وألا تتسم بالسرعه والاندفاعيه أو تحت تأثير حالة انفعاليه معينه.

أجد من وراء أسطر استشارتك ثقافة وفكر يجعلك قادرة على تحسين وتطوير طريقة التفكير لديك وبالتالي يجعلك أكثر مقدرة على مواجهة الامور وأقل عرضه لأعراض الاكتئاب باذن الله, وبامكانك استشارة طبيب أو اخصائي نفسي في حال شعورك بزيادة أعراض الاكتئاب.

أسأل الله لك وللجميع التوفيق وأتمنى أن أكون قد وفقت في الاجابة على بعض تساؤلاتك.

الكاتب: د. مشعل خالد العقيل

المصدر: موقع المستشار